أورنج مصر تعلن بدء تشغيل خدمات الجيل الخامس رسميًا خلال أيام

عصر جديد من الاتصالات في مصر

أعلنت شركة أورنج مصر أنها ستبدأ رسميًا في طرح خدمات الجيل الخامس (5G) خلال الأسبوع المقبل، مما يمثل خطوة تاريخية في تطوير البنية التحتية الرقمية داخل مصر. هذه الخطوة تأتي بعد سنوات من الانتظار، لتلحق البلاد بركب الدول التي اعتمدت هذه التقنية الثورية. من المتوقع أن يُحدث هذا الإطلاق طفرة في سرعة الإنترنت، وكفاءة الشبكات، وزمن الاستجابة، ما يعزز أداء تطبيقات الهواتف الذكية، والأجهزة الذكية، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي. إطلاق الجيل الخامس للاتصالات 5G في مصر يعني أيضًا تمهيد الطريق نحو مستقبل مدعوم بالتقنيات الذكية، وخاصة في قطاعات مثل التعليم، والصحة، والنقل، والمدن الذكية.

تصريحات ياسر شاكر: بداية الانطلاقة

خلال جلسة "تطبيقات الذكاء الاصطناعي" في قمة رايز أب 2025، كشف المهندس ياسر شاكر، الرئيس التنفيذي لـ"أورنج مصر والشرق الأوسط"، عن الاستعداد الرسمي لطرح خدمات الجيل الخامس للعملاء قبل نهاية مايو الجاري. وأكد أن مشغلي المحمول في مصر أنهوا جميع التجهيزات الفنية والتقنية لتشغيل هذه الخدمة، مما يعني أن المشتركين سيبدأون قريبًا في تجربة شبكات 5G لأول مرة في حياتهم اليومية. يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع التحولات الرقمية السريعة عالميًا، حيث لم يعد من المقبول بقاء بعض الدول دون هذه البنية الأساسية المتقدمة.

تراخيص التشغيل: بداية التغيير

لم يكن هذا الإطلاق وليد اللحظة، بل جاء تتويجًا لخطوات تمت في أكتوبر 2024، حين وقّعت شركات "أورنج"، و"فودافون"، و"&e" عقود تراخيص تشغيل الجيل الخامس، بقيمة بلغت نحو 675 مليون دولار. هذه التراخيص شملت أيضًا تجديد رخص تشغيل خدمات المحمول المرتبطة بترددات الجيل الخامس، وهي خطوة ضرورية لضمان الجودة والاستقرار. ومنذ ذلك الوقت، عملت الشركات الثلاث على تجهيز البنية التحتية، وتطوير محطات الإرسال، واختبار الخدمات بشكل مستمر، تمهيدًا لتقديمها بجودة عالية للمستخدمين في مختلف أنحاء الجمهورية.

5G وتأثيره المتوقع على الاقتصاد

ليست الفوائد التقنية وحدها ما يدفع نحو الجيل الخامس، بل إن هناك أبعادًا اقتصادية ضخمة. أوضح شاكر أن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بالتكامل مع شبكات الجيل الخامس، قد تُسهم بما بين 5 إلى 20% من الناتج القومي للدول بحلول عام 2030. هذه النسبة تعني تحولًا جذريًا في الاقتصاد الرقمي، حيث تُمكّن 5G من إدارة ملايين الأجهزة المتصلة، وتوفير بيئة خصبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، والطب، والصناعة، والتجارة الإلكترونية، مما يعزز فرص الاستثمار ويحفز الابتكار.

الذكاء الاصطناعي كعامل مساعد

لا يمكن الحديث عن 5G دون التطرق إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو أحد أكثر الاتجاهات التقنية تأثيرًا في السنوات الأخيرة. توفر سرعات الجيل الخامس بيئة مثالية لنمو هذا النوع من الذكاء، حيث يُمكن للأنظمة الذكية تحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي. هذا يساعد المؤسسات على تقديم خدمات مخصصة، ودعم اتخاذ القرار، وتحسين تجربة المستخدم. كما يُتوقع أن نشهد تكاملًا أوسع بين تقنيات مثل Metaverse والواقع المختلط، بفضل البنية التحتية التي توفّرها 5G.

تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي

من أبرز المستفيدين من هذه التقنية الجديدة هي تطبيقات الواقع المعزز والافتراضي، التي كانت تعاني من بطء الاستجابة وتأخر التحميل على شبكات الجيل الرابع. بفضل 5G، ستتحول هذه التطبيقات إلى أدوات تعليمية، وتدريبية، وترفيهية فعّالة، مما يُعزز من مكانة مصر كمركز رقمي في الشرق الأوسط. وقد أعلنت "أورنج" بالفعل عن نيتها توفير باقات مخصصة لهذه الاستخدامات، مما يُعد خطوة ذكية نحو استهداف جيل الشباب، وهواة الألعاب، والمطورين، والمبدعين.

هل نحتاج لهاتف جديد؟

يتساءل الكثيرون: هل نحتاج إلى تغيير الهاتف لاستخدام 5G؟ في الحقيقة، تتطلب هذه التقنية هواتف تدعم شبكات الجيل الخامس، وهي متوفرة حاليًا بكثرة في الأسواق. أما من لا يملكون أجهزة حديثة، فقد يضطرون للترقية إذا أرادوا الاستفادة الكاملة من سرعات 5G، خاصة في المناطق التي سيجري تفعيل الخدمة بها أولًا. وستعمل "أورنج" على توضيح خريطة التغطية الجغرافية بشكل تدريجي، مع الإعلان عن عروض ترويجية وحوافز للاشتراك في خدمات الجيل الخامس خلال الأسابيع المقبلة.

تحديات البداية وتوقعات الانتشار

رغم الحماسة، إلا أن التحديات موجودة، سواء على صعيد البنية التحتية، أو سعر الخدمة، أو وعي المستخدمين. إطلاق الجيل الخامس في مصر سيكون على مراحل، تبدأ في المناطق الحضرية الكبرى ثم تمتد تدريجيًا. كما أن سعر باقات 5G سيكون حاسمًا في مدى إقبال المستخدمين عليها. من جهة أخرى، ستلعب الدولة دورًا هامًا في تنظيم السوق، وضمان المنافسة العادلة، ومنع الاحتكار، وهو ما ظهر جليًا من خلال دعم الحكومة لهذه الخطوة الاستراتيجية.

مستقبل رقمي بامتياز

مع تشغيل 5G رسميًا في مصر، تدخل البلاد فصلًا جديدًا من الثورة الرقمية. هذه ليست مجرد ترقية تقنية، بل بداية لتحول شامل في نمط الحياة، والعمل، والتعليم، والترفيه. من المتوقع أن تحذو باقي الشركات حذو "أورنج" في الإعلان عن تفعيل الخدمة خلال الأشهر القادمة. ووسط هذه التغيرات، تبقى مسؤولية المستخدم في التكيّف مع هذه الطفرة، واستغلالها بالشكل الأمثل لتعزيز الإنتاجية، والابتكار، وتحقيق أقصى استفادة من مستقبل الاتصالات.

تعليقات
كتبه فريق التحرير في
معلومة ديجيتال

نحن نعمل على تقديم محتوى تقني موثوق، شامل، ومحدث دائمًا لمساعدتك على فهم التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها اليومية.

تابعنا لمزيد من الشروحات والمقالات الحصرية:
ma3lomadigital.online

تابع صفحاتنا الرسمية:
فيسبوك | تويتر | تيليغرام | يوتيوب