MAX.. التطبيق الروسي المدعوم من الدولة لمنافسة واتساب


في السنوات الأخيرة، تسارعت محاولات الدول الكبرى لتحقيق ما يُعرف بـ"السيادة الرقمية"، أي امتلاك أدوات وتقنيات وطنية بديلة للتطبيقات والخدمات الغربية. وفي هذا السياق، أطلقت روسيا تطبيق MAX، الذي تصفه وسائل الإعلام بأنه المنافس المحلي الأقوى لتطبيقات المراسلة العالمية مثل واتساب وتيليغرام، مع دعم مباشر من الدولة وفرضه كخدمة إلزامية على جميع الأجهزة الجديدة.

المقال التالي يستعرض تفاصيل التطبيق، أسباب ظهوره، المميزات التي يقدمها، وأبعاد الخطوة الروسية على مستوى الحريات الرقمية والسيطرة الحكومية.

قوقل تكشف رسميًا عن سلسلة Pixel 10: المواصفات الكاملة والأسعار وأبرز المميزات

ما هو تطبيق MAX؟

تطبيق MAX هو منصة مراسلة طورتها شركة VK الروسية (التي تمتلك أيضًا شبكة VK الشهيرة)، وأُطلق رسميًا في مارس 2025. لا يقتصر التطبيق على كونه وسيلة للتواصل النصي أو الصوتي، بل تقدمه موسكو باعتباره "تطبيقًا خارقًا" يشبه تجربة WeChat الصيني، حيث يجمع بين المحادثات، الدفع الرقمي، الخدمات الحكومية، وحلول الذكاء الاصطناعي في منصة واحدة.

من أبرز مميزات التطبيق:

  • المراسلات النصية والصوتية ومكالمات الفيديو.
  • إرسال ملفات كبيرة تصل إلى 4 غيغابايت.
  • دمج محرك ذكاء اصطناعي محلي يُسمى GigaChat.
  • توفير خدمات مالية مثل التحويلات البنكية والدفع الإلكتروني.
  • ربط مباشر بخدمات حكومية وتوقيع رقمي رسمي.
  • دعم "التطبيقات المصغرة" (Mini-apps) التي تسمح بدمج خدمات وشركات أخرى داخل المنصة.

وبحلول منتصف 2025، تجاوز عدد المسجلين في التطبيق مليوني مستخدم، مع توقعات بزيادة ضخمة بعد قرارات الحكومة الروسية بفرضه على الأجهزة الجديدة.

جوجل تضيف ميزة تحويل النصوص إلى صوت في مستندات Google Docs عبر Gemini

إلزامية التثبيت المسبق

أحد أبرز الجوانب المثيرة للجدل في مشروع MAX هو القرار الحكومي الذي دخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من سبتمبر 2025، والذي يلزم جميع الشركات المصنعة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في روسيا بتثبيت التطبيق مسبقًا قبل بيعها في السوق المحلي.

ولم تكتف السلطات بذلك، بل أعلنت أيضًا عن إلزام شركات مثل Apple بتحميل متجر التطبيقات المحلي RuStore على أجهزتها، إضافة إلى فرض تطبيقات أخرى مثل LIME HD TV على أجهزة التلفاز الذكية بداية من عام 2026.

هذا التوجه يوضح سعي موسكو لخلق "بيئة رقمية مغلقة"، تقل فيها سيطرة التطبيقات والخدمات الأجنبية، وتزداد فيها سلطة الدولة على الفضاء الإلكتروني.

غروك.. الروبوت الذكي الذي صُمم لإثارة الجدل

لماذا أطلقت روسيا التطبيق؟

تعود الدوافع وراء إطلاق MAX إلى عدة أسباب:

  1. الاعتماد المفرط على التطبيقات الغربية
    تُظهر الإحصائيات أن تطبيق واتساب مستخدم على أكثر من 97 مليون جهاز في روسيا، بينما يقترب تيليغرام من 90 مليون مستخدم. هذا النفوذ الواسع للشركات الأجنبية يمثل تهديدًا للسيادة الرقمية الروسية.

  2. الاعتبارات الأمنية
    السلطات الروسية اتهمت واتساب وتيليغرام بعدم التعاون مع التحقيقات الأمنية، وهو ما دفعها إلى التضييق عليهما تدريجيًا ومنع بعض خدمات المكالمات.

  3. الرغبة في نموذج مشابه للصين
    الصين نجحت في إنشاء بيئة رقمية محلية مكتفية ذاتيًا، بفضل تطبيقات مثل WeChat وAlipay. وتحاول روسيا السير على خطاها عبر جعل MAX منصة أساسية لكل ما يتعلق بالاتصالات والمعاملات.

  4. التوجه نحو الرقمنة الشاملة
    من خلال دمج الخدمات الحكومية والبنكية داخل التطبيق، تسعى موسكو إلى تسريع خطط التحول الرقمي، لكن تحت إشراف مباشر من الدولة.

الانتقادات والمخاوف

رغم المزايا التقنية، أثار تطبيق MAX موجة من الانتقادات داخل وخارج روسيا. الصحافة المستقلة وناشطو حقوق الإنسان وصفوا المشروع بأنه محاولة واضحة للسيطرة على بيانات المواطنين ومراقبة تحركاتهم على الإنترنت.

تشير تقارير غربية إلى أن التطبيق قد يُستخدم لجمع بيانات دقيقة حول المستخدمين تشمل:

  • المكالمات والرسائل الخاصة.
  • الموقع الجغرافي لحظة بلحظة.
  • السجلات المالية والتحويلات البنكية.
  • نشاط التصفح عبر التطبيقات المدمجة.

بعض الصحفيين وصفوا MAX بأنه جزء من "الجولاج الرقمي"، أي منظومة مراقبة شاملة تُعيد للأذهان أساليب الدولة الأمنية التقليدية ولكن بوسائل حديثة.

المنافسة مع واتساب وتيليغرام

من الصعب حاليًا التنبؤ بقدرة MAX على منافسة تطبيقات عملاقة مثل واتساب وتيليغرام، خاصة أن هذه الأخيرة متجذرة بعمق في الحياة اليومية للروس.

إلا أن الإلزام القانوني بتثبيت التطبيق على الأجهزة الجديدة، وربطه بخدمات حكومية أساسية مثل الهوية الرقمية والدفع، قد يجعله خيارًا لا غنى عنه للمواطنين، حتى إن لم يكن خيارهم الأول للتواصل الشخصي.

أبعاد الخطوة الروسية عالميًا

إطلاق MAX يندرج ضمن اتجاه أوسع تشهده عدة دول، يتمثل في:

  • تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية.
  • إنشاء بدائل محلية تحت رقابة الدولة.
  • تعزيز السيطرة على تدفق المعلومات داخل الحدود الوطنية.

لكن هذا التوجه قد يعمّق عزلة روسيا الرقمية عن العالم الخارجي، ويثير المزيد من الانتقادات بشأن تقييد حرية التعبير والخصوصية الفردية.

الخلاصة

تطبيق MAX ليس مجرد أداة مراسلة جديدة، بل هو مشروع استراتيجي تمزج فيه موسكو بين التكنولوجيا والرقابة والسيادة الرقمية. وبينما يرى البعض فيه خطوة مهمة نحو استقلال رقمي مشابه للنموذج الصيني، يراه آخرون تهديدًا خطيرًا للحريات الرقمية ووسيلة جديدة للرقابة الجماعية.

في جميع الأحوال، من المؤكد أن الأشهر القادمة ستكشف مدى قدرة MAX على فرض نفسه بين الروس، وهل سينجح في إقصاء واتساب وتيليغرام أم سيتحول إلى تطبيق إلزامي يستخدمه المواطنون فقط لإنجاز المعاملات الرسمية، بينما يظلون أوفياء لمنصاتهم المفضلة للتواصل الحر.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

غوغل تعيد خدمات الإعلانات الرقمية إلى سوريا بعد 14 عاماً من الحظر بداية لاقتصاد رقمي جديد

الفرق بين التخزين السحابي والحوسبة السحابية

ما هي الحوسبة السحابية؟

تعليقات
كتبه فريق التحرير في
معلومة ديجيتال

نحن نعمل على تقديم محتوى تقني موثوق، شامل، ومحدث دائمًا لمساعدتك على فهم التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها اليومية.

تابعنا لمزيد من الشروحات والمقالات الحصرية:
ma3lomadigital.online

تابع صفحاتنا الرسمية:
فيسبوك | تويتر | تيليغرام | يوتيوب