في خطوة غير مسبوقة على الساحة المصرفية المصرية، أعلن بنك القاهرة عن مبادرة استثنائية تلغي شرط الحد الأدنى لفتح حسابات التوفير بالجنيه المصري والدولار الأمريكي، وذلك لمدة 15 يومًا فقط، مع إعفاء كامل من المصروفات الإدارية. تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع اليوم العالمي للشباب، ضمن استراتيجية البنك لدعم الشمول المالي وزيادة وصول الخدمات البنكية إلى مختلف فئات المجتمع، وخاصة الشباب.
تفاصيل المبادرة
وفقًا للمعلومات التي اطلع عليها موقع معلومة ديجيتال، فإن المبادرة تتيح للعملاء الجدد والحاليين فتح حسابات توفير بالجنيه أو الدولار بدون حد أدنى، إلى جانب الحصول على بطاقة "ميزة" للخصم المباشر أو بطاقات مسبقة الدفع مجانًا، بالإضافة إلى الاشتراك بدون رسوم في خدمات الإنترنت البنكي والموبايل البنكي، وكذلك محفظة "قاهرة كاش".
هذه الحزمة من التسهيلات تجعل من المبادرة فرصة لا تتكرر كثيرًا أمام الشباب وأصحاب المشروعات الصغيرة أو حتى الأفراد الذين لم يسبق لهم التعامل مع البنوك.
أهداف المبادرة ودوافعها
تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز دور بنك القاهرة في دعم مبادرات البنك المركزي المصري للشمول المالي، وذلك من خلال إزالة الحواجز التي تمنع الأفراد من فتح حسابات بنكية. ويستهدف البنك بشكل خاص الفئة العمرية من 15 إلى 35 عامًا، وهي الشريحة الأكثر احتياجًا لخدمات مالية مرنة وسهلة.
ووفقًا لتقرير حصلت عليه معلومة ديجيتال، فقد تمكن بنك القاهرة حتى نهاية الربع الثاني من عام 2025 من جذب أكثر من 128 ألف عميل جديد ضمن إطار مبادرات الشمول المالي، نصفهم تقريبًا من فئة الشباب، بنسبة بلغت 52٪ من الحسابات الجديدة.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي
إلغاء الحد الأدنى لفتح الحسابات يفتح الباب أمام شريحة واسعة من المواطنين، خاصة الذين يفتقرون إلى السيولة المالية الكبيرة أو الوثائق المعقدة المطلوبة عادة.
هذه الخطوة قد تؤدي إلى:
- زيادة معدلات الادخار بين الشباب.
- تعزيز الاقتصاد الرسمي من خلال إدخال أموال جديدة إلى الدورة الاقتصادية.
- تحفيز المشروعات الصغيرة عبر إتاحة خدمات مالية أساسية مثل التحويلات، الدفع الإلكتروني، وتحصيل المدفوعات.
كما أن هذه المبادرة تأتي في وقت يتزايد فيه الاعتماد على المعاملات الرقمية، وهو ما يعزز تكامل الجهود نحو التحول الرقمي الكامل في القطاع المصرفي المصري.
فرص للشباب وأصحاب الأعمال الصغيرة
الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا سيستفيدون من هذه المبادرة بشكل خاص، إذ يمكنهم فتح حسابات بسهولة والاستفادة من منتجات متنوعة مثل:
- "وفر الجاري": حسابات جارية ذات مرونة عالية.
- "وفر مايكرو": مخصص لأصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
- البطاقات المسبقة الدفع: لتسهيل عمليات الشراء الإلكتروني.
هذا التوجه يتماشى مع السياسات العالمية التي ترى أن دمج الشباب في النظام المالي الرسمي هو استثمار طويل الأمد في الاستقرار والنمو الاقتصادي.
فعاليات مجتمعية لتعزيز الوعي المالي
لا تقتصر مبادرة بنك القاهرة على تسهيل فتح الحسابات فقط، بل تشمل أيضًا حملات ميدانية للتواجد في الأندية، الجامعات، مراكز الشباب، والأسواق، لتسهيل الإجراءات وتقديم الخدمات البنكية مباشرة.
كما ينظم البنك ندوات تثقيف مالي في محافظات مثل بني سويف، الفيوم، المنيا، سوهاج، الإسكندرية، كفر الشيخ، الدقهلية، المنصورة، وطنطا. هذه الفعاليات تستهدف رفع وعي المجتمع بالخدمات المالية وكيفية الاستفادة منها.
وفي تعاون لافت، يشارك البنك مع شركة "بانكر لاونج" في تنظيم ورش عمل متخصصة في التثقيف المالي، مع إتاحة إمكانية فتح حسابات مجانية للشباب مباشرة خلال هذه الفعاليات.
نظرة مستقبلية
إذا أثبتت هذه المبادرة نجاحها، فمن المتوقع أن نشهد خطوات مماثلة من بنوك أخرى في السوق المصري، وهو ما سيخلق منافسة إيجابية تصب في مصلحة العملاء.
كما أن تبني مثل هذه السياسات يعزز ثقة المواطنين في البنوك، ويشجع المزيد من الأفراد على الدخول في النظام المالي الرسمي، ما يدعم جهود مكافحة الاقتصاد غير الرسمي.
خلاصة
مبادرة بنك القاهرة بإلغاء الحد الأدنى لفتح الحسابات بالجنيه والدولار تمثل فرصة حقيقية للشباب ولمن لم يسبق لهم التعامل مع البنوك. هذه الخطوة لا تقتصر على كونها عرضًا ترويجيًا مؤقتًا، بل هي جزء من توجه استراتيجي لتعزيز الشمول المالي في مصر، وتحقيق دمج اقتصادي أكبر للمواطنين.
وبحسب ما رصدته معلومة ديجيتال، فإن مثل هذه المبادرات قد تساهم في تحويل الثقافة المالية لدى جيل كامل، وتشجع على الادخار واستخدام الخدمات البنكية الحديثة، وهو ما يضع مصر على طريق أسرع نحو التحول الرقمي المالي.
