في تطور لافت في مجال الرقابة الرقمية وحماية الأطفال، أعلنت السلطات القطرية عن حظر لعبة روبلوكس بشكل كامل داخل الدولة، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على سلامة النشء وحمايتهم من المخاطر السلوكية والنفسية التي قد تترتب على الانخراط في منصات ألعاب غير آمنة. وقد أكد مستخدمون للعبة لموقع معلومة ديجيتال أن الحظر أصبح فعلياً، حيث لم يعد بالإمكان الدخول إلى اللعبة إلا عبر استخدام برامج تجاوز الحجب مثل VPN.
أسباب الحظر وتأثير المحتوى
بحسب تصريحات عدد من الخبراء، تحتوي اللعبة على مشاهد عنف وجوانب سلوكية لا تتوافق مع العادات والتقاليد المحلية، فضلاً عن إتاحة بيئة تفاعلية مفتوحة قد تمثل خطراً على الأطفال والمراهقين. وأشار الباحث في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بهاء الأحمد إلى أن منصات الألعاب الحديثة لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت مجتمعات رقمية افتراضية يتواصل فيها اللاعبون من مختلف أنحاء العالم، مما يزيد من فرص الاستغلال أو التعرض لمحتوى غير لائق.
البعد الاجتماعي والرقمي للقرار
يرى محللون أن قرار الحظر لا يستهدف التكنولوجيا في حد ذاتها، وإنما يركز على غياب الرقابة الفعالة وضرورة تعزيز الوعي الرقمي داخل البيوت والمدارس. ومن خلال ما نشره موقع معلومة ديجيتال في تقاريره السابقة، فإن الفجوة المعرفية في مجال الأمن الرقمي بين الأجيال تجعل الأطفال أكثر عرضة لمخاطر الاختراق النفسي والتأثير السلوكي.
التحدي المستمر مع أدوات التحايل
رغم دخول قرار الحظر حيز التنفيذ، إلا أن بعض المستخدمين لجأوا إلى وسائل تقنية للتحايل، وهو ما يعكس التحدي الكبير أمام الجهات المختصة في فرض سياسات الحماية الرقمية. ويشير مختصون إلى أن الحل الأمثل يكمن في الجمع بين الرقابة التقنية والتوعية المستمرة، وليس الاكتفاء بالإجراءات الإدارية وحدها.
نحو ثقافة رقمية آمنة
يؤكد خبراء الأمن السيبراني أن حماية الأطفال في البيئة الرقمية تتطلب استراتيجية شاملة تبدأ من تثقيف أولياء الأمور، مروراً بتشريعات واضحة، وانتهاءً ببرامج مدرسية تعزز التفكير النقدي لدى الصغار. كما أوصى تقرير خاص نشر على موقع معلومة ديجيتال بضرورة مراقبة المنصات التفاعلية بشكل دوري، وتطوير حلول محلية للألعاب الترفيهية الآمنة التي تراعي خصوصية الثقافة العربية والإسلامية.
