في خطوة تُعد تحولًا جذريًا في فلسفة تصميم أجهزة أبل، كشفت تقارير جديدة عن أن الجيل القادم من MacBook Pro سيأتي بشاشة تعمل باللمس لأول مرة في تاريخ الشركة، وهو قرار يتناقض تمامًا مع رؤية المؤسس الراحل ستيف جوبز الذي كان يرفض فكرة دمج اللمس في أجهزة الحواسيب المحمولة.
شاشة لمس لأول مرة في تاريخ ماك بوك
بحسب تقرير نشره الصحفي المتخصص مارك غورمان في وكالة بلومبرغ، فإن شركة أبل تعمل حاليًا على تطوير طرازين جديدين من أجهزة ماك بوك برو يُعرفان داخليًا باسم K114 وK116، ومن المقرر أن يتم إطلاقهما في نهاية عام 2026 أو مطلع عام 2027.
وستكون هذه الأجهزة مزودة بمعالجات M6، وهي الجيل الذي يلي معالج M5 الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا في نسخ MacBook Pro وiPad Pro لعام 2025.
كما ستعتمد الأجهزة الجديدة على شاشات OLED عالية الدقة، مع مفصلات وهيكل شاشة معزز يتيح للمستخدمين التفاعل باللمس دون أن تتحرك الشاشة أثناء الاستخدام.
تصميم أكثر نحافة وإلغاء “النوتش”
تشير المصادر إلى أن التصميم الجديد سيحمل تغييرات بارزة، إذ تعتزم أبل التخلي عن النوتش (الشق العلوي) الذي كان يضم الكاميرا الأمامية في طرازات ماك بوك السابقة، واستبداله بتصميم “ثقب الكاميرا” (Hole-punch) الذي يسمح بتوزيع المساحة بشكل أفضل حول العدسة، مما يمنح الشاشة مظهرًا أكثر انسيابية.
كما ستتميز الأجهزة الجديدة بهيكل أنحف وأخف وزنًا، مع الحفاظ على لوحة المفاتيح ولوحة اللمس التقليدية إلى جانب ميزة الشاشة التفاعلية، ليبقى المستخدم حرًا بين الأسلوبين — اللمس أو الإدخال اليدوي.
من “ما هو الكمبيوتر؟” إلى “كل شيء يعمل باللمس”
يُذكر أن ستيف جوبز كان قد صرح سابقًا بأن "الشاشات اللمسية في الحواسيب المحمولة فكرة سيئة"، مشيرًا إلى أنها غير مريحة وتسبب إرهاقًا للمستخدمين.
ولهذا، ظلت أبل ترفض فكرة دمج اللمس في الماك بوك لأكثر من عقد، مفضّلةً أن يكون الآيباد هو الجهاز الذي يمثل الواجهة اللمسية لتجربة أبل.
لكن خلال السنوات الأخيرة، ومع تطور واجهات اللمس وتبدّل سلوك المستخدمين، يبدو أن الشركة بدأت تغيّر استراتيجيتها لتواكب التوجه العالمي، حيث أصبحت معظم الشركات — مثل مايكروسوفت، لينوفو، وديل — تقدم منذ سنوات أجهزة لابتوب بشاشات لمس هجينة.
معالج M6… الجيل الأقوى من شرائح أبل
من المتوقع أن يعتمد ماك بوك برو الجديد على معالج M6 القوي المبني على تقنية تصنيع متقدمة (3 نانومتر أو أقل)، ما يجعله أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وأعلى أداءً من الأجيال السابقة.
وسيكون هذا المعالج القلب النابض لميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تنوي أبل دمجها في macOS بحلول 2026، بما في ذلك أدوات توليد الصور والنصوص وتحليل البيانات في الوقت الفعلي.
وتُشير التسريبات إلى أن M6 قد يحتوي على معالج رسوميات مخصص للأعمال الإبداعية مثل تصميم الفيديوهات ثلاثية الأبعاد والتحرير الاحترافي، ما يجعله منافسًا مباشرًا لأجهزة Mac Studio وiMac Pro.
كيف ستتعايش أجهزة الماك والآيباد؟
السؤال الكبير الآن: كيف ستفصل أبل بين الماك بوك باللمس والآيباد برو الذي يقدّم بالفعل تجربة مشابهة من حيث قابلية اللمس والاستخدام مع لوحة مفاتيح؟
يرى المحللون أن الشركة قد تتجه إلى دمج بيئتي macOS وiPadOS تدريجيًا، بحيث يتمكن المستخدم من الانتقال بين النظامين بسلاسة، وربما يتمكن في المستقبل من تشغيل تطبيقات iPad مباشرة على الماك بوك، خاصة مع وحدة المعالجة الموحدة في معالجات أبل الحديثة.
بهذا الشكل، يمكن لأبل أن توحد تجارب الاستخدام دون أن تُفقد كل منتج هويته: الآيباد سيبقى جهازًا مرنًا خفيفًا، بينما الماك بوك سيتحول إلى منصة احترافية تعمل باللمس لمن يريد القوة والمرونة معًا.
ثورة قادمة في تجربة ماك بوك
التحول نحو شاشات اللمس في أجهزة الماك بوك برو يمثل نقطة تحول تاريخية في مسار الشركة، وربما خطوة نحو أجهزة هجينة تجمع بين قوة الحواسيب وسلاسة الأجهزة اللوحية.
فإذا نجحت أبل في تقديم التجربة اللمسية دون التضحية بالأداء أو الراحة، فقد تفتح الباب أمام جيل جديد من الحواسيب الإبداعية التي تغيّر طريقة العمل والتصميم والإنتاج الفني.
وبينما يتوقع إطلاق الجهاز رسميًا في غضون عامين، فإن مجرد الحديث عن “MacBook يعمل باللمس” كان كافيًا لإشعال الحماس في أوساط المستخدمين والمصممين حول العالم، ممن ينتظرون منذ سنوات أن تكسر أبل أخيرًا واحدة من أقدم “المحرمات” في تاريخها.
اقرأ أيضا.. مايكروسوفت تُعيد الذكاء الصوتي إلى الواجهة: ميزة “Hey Copilot” تغيّر طريقة استخدام ويندوز 11
ابل، ماك بوك برو، M6، شاشة لمس، حواسيب أبل، macOS، معالج أبل سيليكون، تكنولوجيا المستقبل، بلومبرغ، Ming-Chi Kuo، تصميم أبل الجديد، أجهزة لابتوب، الذكاء الاصطناعي، آيباد برو